زراعة البطاطا
البطاطا هي نبات ذات أهمية كبيرة في التغذية البشرية بقدر أهمية القمح والأرز على الأقل. هي مصدر الغذاء الرئيسي للعديد من الدول في أوروبا وأمريكا مع نسبة عالية من الكربوهيدرات.
تقنيات زراعة البطاطا
بسبب احتواء البطاطا على النشاء والبروتين ب1 و ب2 والفيتامين ج وبعض المعادن فهي من أكثر المواد الغذائية البشرية المستهلكة بعد الحبوب وهي نبات تستهلك كمادة خام صناعية. بسبب تكيف البطاطا بسهولة مع الظروف المناخية المختلفة وانخفاض أسعارها والحصول إلى إنتاجية عالية بالمقارنة مع المحاصيل البديلة وقيمتها الغذائية العالية فإنها تزرع في مناطق مختلفة من بلادنا للحصول على إنتاج عال وجيد يجب أن يتم التنفيذ الصحيح للعديد من التقنيات مثل اختيار المنطقة الصحيحة للزراعة وتحضير التربة بشكل مناسب واختيار الصنف الملائم والتسميد والري السليم ومكافحة الأمراض بشكل صحيح.
الصعوبات التي واجهتها زراعة البطاطا في مناطق نيغده ونيفشهير أدت إلى تحول زراعة البطاطا إلى منطقة قونيا. حيث أن منطقة قونيا بحلول عام 2010 أصبحت تنتح 7% من إنتاج البطاطا في تركيا ومتوسط الإنتاجية 3.7 طن / دونم وتعتبر المنطقة ذات إنتاجية أعلى من متوسط إنتاجية البلاد.
اختيار البذار والصنف
بذار البطاطا المبدي الخالي من الأمراض هو أهم مرحلة من مراحل زراعة البطاطا. هناك العديد من العوامل الفعالة في أصناف البطاطا التي يمكن زراعتها مثل المنطقة والعوامل المناخية وحالة السوق. يجب أن يقوم المزارع باتخاذ القرار مسبقاً حول ماهية المنتج الذي يريد الحصول عليه ويجب أن يحدد الغاية من الإنتاج مسبقاً. وعند اتخاذ هذا القرار ينبغي أن يؤخذ شروط المنطقة في عين الاعتبار. ينبغي اتخاذ القرار بخصوص الصنف الذي سيتم زراعته وفقاً لغرض الإنتاج إما لأجل للاستخدام الصناعي أو الغذائي أو البذار.
استخدام البذار الجيد والخالي من الأمراض هو شرط مهم وضروري في زراعة البطاطا. إن استخدام الدرنات الصحية مهمة أيضاً بقدر أهمية استخدام الأصناف ذات الإنتاجية العالية للحصول على إنتاج مرتفع في زراعة البطاطا. حيث لا يمكن تحقيق الإنتاجية المستهدفة إذا لم تكن الدرنات بصحة جيدة ولا تتمتع بالخصائص المرغوبة مهما كانت إنتاجية الصنف عالية. أمراض البطاطا عادة تُنقل من خلال الدرنات ولا يمكن رؤية علامات المرض على الدرنات بالعين المجردة. ولهذا السبب، يجب توخي الحرص الشديد على أن تكون الدرنات المستخدمة معتمدة وتتمتع بشهادات. إنتاج بذار البطاطا من فئة النخبة والأصلية في تركيا ليس في مستويات كافية وهذا ما يسبب انقطاع سلسلة إنتاج البذار. في عام 2010 كانت هناك حاجة إلى 450.000 طن من بذار البطاطا المعتمدة لتغطية الأراضي القابلة لزراعة البطاطا بينما كانت الكمية المنتجة والموزعة 70.000 طن.
من أجل زيادة إنتاج البطاطا أو على الأقل للحفاظ على نفس المستوى من الإنتاج يجب تغيير البذار كل 3 سنوات واستخدام البذار الخالي من الفيروس. العامل الرئيسي الذي يقيد كفاءة الإنتاج في بلدنا بشكل عام هو البذار وليس الصنف. على الرغم من أن تركيا هي منتج هام للبطاطا إلا أن إنتاجية البطاطا يمكن أن تنخفض بسبب عدم وجود الأصناف المحلية المحسنة واستخدام الأصناف المستوردة من الدول الأخرى مثل ألمانيا وهولندا والاختلافات المناخية على الرغم من قدرتها على التكيف.
التناوب
تناوب المحاصيل مهم جداً في مناطق زراعة البطاطا لتقليل الضرر من الآفات والأمراض. وبالإضافية إلى ذلك في حال زراعة البطاطا قبل أو بعد الشمندر السكري تزيد من خطر زيادة كثافة الأمراض المنقولة عن طريق التربة. نظراً لأن البطاطا تعتبر نبات تعتمد على نكش التربة فإنها تترك وراءها تربية ذات تهوية جيدة. ولهذا السبب لها مكانة هامة في تناوب المحاصيل. في الأراضي التي يتم زراعتها بالبطاطا في كل عام على التوالي تزداد كثافة الأمراض المنقولة عن طريق الترب ويحدث انخفاض كبير في الإنتاجية، ولهذا السبب ينبغي تجنب زراعة البطاطا في نفس الأرض سنة بعد سنة على التوالي.
تحضير التربة
نتيجة حراثة التربة بنفس العمق دائماً تتشكل طبقة سميكة جامدة وكتيمة بسمك 5-10 سم تحت طبقة التربة المحروثة مباشرة (20-25 سم) وتطلق على هذه الطبقة اسم طبقة حجر الأساس. هذه الطبقة هي طبقة كتيمة، لا تسمح بنفاذ مياه الري ومياه الأمطار وتخزينها في الأسفل ولا تتمكن جذور النبات من اختراق هذه الطبقة. إن تشكل هذه الطبقة مع انضغاط التربة تؤثر على الطبيعية الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية للتربة وتؤدي إلى انخفاض كبير في نمو النبات وفي الإنتاجية. وللقضاء على هذه الطبقة ينبغي حراثة المناطق الجافة من التربة باستخدام "محراث تحت التربة". ينبغي استخدام محراث تحت التربة لحراثة التربة الجافة في شهر تموز أو آب على سبيل المثال بعمق 50 - 60 سم.
هذا الأمر مهم جداً بالنسبة للنباتات التي تولد الدرنات تحت التربة مثل البطاطا. لأجل نمو درنات البطاطا يجب تحضير التربة بشكل جيد و يجب أن تكن التربة رخوة. ينبغي حراثة التربة بعمق 20-25 سم باستخدام المحراث القلاب المطرحي في الخريف. وفي الربيع عندما تكون التربة مناسبة يتم حراثتها باستخدام محراث الكلفتور ويتم تحضير تربة رخوة ليكون الحقل جاهزاً للزرعة.
الزراعة ووقت الزراعة
العامل الذي يحدد وقت الزراعة هو درجة حرارة التربة. يمكن البدء بعملية الزرع عند وصول درجة حرارة التربة إلى 8-10 درجات. فترة الزراعة المناسبة لمنطقة قونية هي بين 15 نيسان و 15 أيار. لأجل إنتاج البذار ينبغي استخدام الدرنات بقطر 28-35 مم ولأجل الإنتاج العادي ينبغي استخدام الدرنات بقطر 35-60 مم. ينبغي تعقيم البذار بالمبيدات قبل عملية الزرع. يجب أن يكون عمق الزراعة 4-5 سم. اعتمادًا على رطوبة ودرجة حرارة التربة. ينبغي تغطية الدرنات المزروعة بغطاء ترابي مالا يقل عن 10-15 سم. في الحالات التي تكون فيها الرطوبة غير كافية يجب أن يتم الزرع بشكل أعمق.
بعد زرع الدرنات داخل التربة تتشكل الفروع من العيون.
النبات تتكون من هذه الفروع. تلبي النبات العناصر الغذائية التي تحتاجها من هذه الدرنة الرئيسية إلى أن تكون قادرة على تلقي العناصر الغذائية من التربة. يجب أن يكون التباعد بين الخطوط 70 سم وأن تكون المسافة بين النباتات 20-25 سم لأجل إنتاج بذار البطاطا و 30-40 سم لأجل إنتاج البطاطا الغذائية.